تقع الجزائر في وسط شمال غرب القارة الإفريقية ، بين خطي طول 9
غرب غرينتش و 12 شرقه وبين دائرتي عرض 19 و 37 شمالا . مساحتها 2381741 كم 2 ،
يبلغ امتدادها الشمالي الجنوبي 1900 كم , أما امتدادها الشرقي الغربي ، فيتراوح ما
بين 1200 كم على خط الساحل و 1800 على خط تندوف غدامس . وتحيط بالجزائر عدة دول
بسبب اتساع مساحتها فمن الشرق : تحدها تونس على طول 965 كم وليبيا بـ 982 كم ومن
الغرب المملكة المغربية بـ 42 كم ومن الجنوب : النيجر بـ 956كم ومالي بـ1376كم وموريتانيا بـ463كم
ومن الشمال البحر المتوسط بساحل طوله 1200كم .
لموقع الجزائر أهمية استراتيجية وخصائص حيوية تجمع بين ميزات نادرة
استمدتها من موقعها المتوسط في خريطة العالم القديم فهي جسر اتصال ومحور التقاء
بين أوربا و إفريقيا وبين المغرب العربي والشرق الأوسط وممرا حيويا للعديد من طرق
الاتصال العالمية برا وبحرا وجوا
.
فمن الناحية الجغرافية والإقليمية يتميز موقع الجزائر بأبعاده الفاعلة
والمؤثرة على الصعيد العالمي ، فالبعد الأول هو بعد الهوية والانتماء بمحوريه :
المغاربي : حيث تمثل الجزائر قلب المغرب العربي الكبير ومركزه الاقتصادي والبشري ,
وهي كذلك الممر الطبيعي بينه وبين الشرق الأوسط وأفريقيا والمحور العربي الإسلامي
وهو محور الانتماء للحضارة العربية الاسلامية ، التي صاغت شخصية الجزائر التاريخية
والحضارية وجعلت منها رافدا للتواصل والاثراء مع العالم العربي الإسلامي .
والبعد الثاني هو بعد التفاعلات الاقتصادية والعلاقات الحضارية والبشرية
ويتميز بمحورين .
الأول : المتوسطي : حيث كانت الجزائر على مر التاريخ جزءا
من الحضارات العالمية الفاعلة في المنطقة ، والتي امتدت لتغطي اجزاء شاسعة من
اراضيها ولا زالت حاليا تستفيد من وفرة المزايا الاقتصادية و الاستراتيجية لمنطقة
البحر المتوسط ، واحد اهم المحاو رالرئيسية للتبادل الدولي والمناطق الحساسة في
السياسة العالمية . ويتسع هذا البعد الاستراتيجي في موقع الجزائر ، ليشمل اوروبا
ويتداخل معها ، لان المتوسط تاريخيا كان دائما عامل ربط ولتصال حركي اقتصادي
وانساني مع اوروبا ، وقد دعم هذا البعد حديثا بفضل ربط مناطق الاستهلاك الرئيسية
في اوروبا ، بحقول الغاز الطبيعي الجزائري عبر انبوبين ، يقطعان البحر المتوسط عبر
تونس وايطاليا وعبر المغرب واسبانيا
.
والثاني : المحور الافريقي ، حيث يعمل توغل الجزائر داخل عمق
افريقيا ، على ربط شمالها بمنطقة الساحل الافريقي ، وعلى دعم وسائل الاتصال والربط
مع دول الجوار الافريقي وازدادت فعالية هذا المحور بعد انجاز طريق الوحدة
الافريقية الذي فتح موانئ المتوسط على هذه الدول ونشط العلاقات البشرية والتاريخية
والمبادلات التجارية التقليدية القائمة
.
وتشكل محصلة هذه الابعاد الى جانب الدور الريادي للجزائر على راس العالم
النامي في الميدان السياسي والاقتصادي ، اهم المعالم المتحكمة في تكوين الشخصية
الجغرافية للجزائر وفي تحديد وزنها الاقليمي والدولي