لموقع الجزائر أهمية استراتيجية وخصائص حيوية تجمع بين ميزات نادرة استمدتها من موقعها المتوسط في خريطة العالم القديم فهي جسر اتصال ومحور التقاء بين أوربا و إفريقيا وبين المغرب العربي والشرق الأوسط وممرا حيويا للعديد من طرق الاتصال العالمية برا وبحرا وجوا .
فمن الناحية الجغرافية والإقليمية يتميز موقع الجزائر بأبعاده الفاعلة والمؤثرة على الصعيد العالمي ، فالبعد الأول هو بعد الهوية والانتماء بمحوريه : المغاربي : حيث تمثل الجزائر قلب المغرب العربي الكبير ومركزه الاقتصادي والبشري , وهي كذلك الممر الطبيعي بينه وبين الشرق الأوسط وأفريقيا والمحور العربي الإسلامي وهو محور الانتماء للحضارة العربية الاسلامية ، التي صاغت شخصية الجزائر التاريخية والحضارية وجعلت منها رافدا للتواصل والاثراء مع العالم العربي الإسلامي .
والبعد الثاني هو بعد التفاعلات الاقتصادية والعلاقات الحضارية والبشرية ويتميز بمحورين .
الأول : المتوسطي : حيث كانت الجزائر على مر التاريخ جزءا من الحضارات العالمية الفاعلة في المنطقة ، والتي امتدت لتغطي اجزاء شاسعة من اراضيها ولا زالت حاليا تستفيد من وفرة المزايا الاقتصادية و الاستراتيجية لمنطقة البحر المتوسط ، واحد اهم المحاو رالرئيسية للتبادل الدولي والمناطق الحساسة في السياسة العالمية . ويتسع هذا البعد الاستراتيجي في موقع الجزائر ، ليشمل اوروبا ويتداخل معها ، لان المتوسط تاريخيا كان دائما عامل ربط ولتصال حركي اقتصادي وانساني مع اوروبا ، وقد دعم هذا البعد حديثا بفضل ربط مناطق الاستهلاك الرئيسية في اوروبا ، بحقول الغاز الطبيعي الجزائري عبر انبوبين ، يقطعان البحر المتوسط عبر تونس وايطاليا وعبر المغرب واسبانيا .