إسلاميا
لفلسطين مكانة كبيرة عند المسلمين، فهي الأرض المباركة التي ذكرها الله في القرآن في عدة سوَر كما في سورة الإسراء:
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي
باركنا حوله". وذكر الله أرض فلسطين المباركة أيضا في كتابه : "نجيناه
ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" (الأنبياء، آية
71)، وأيضا حينما قال "ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي
باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين" (الأنبياء، آية 81)، وعندما أمر الله
النبي موسى وبني إسرائيل بدخول فلسطين قال "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية
فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطّة نغفر لكم
خطاياكم وسنزيد المحسنين" (البقرة، آية 58)، والقرية هي أريحا،
وفي قوله "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على
أدباركم فتنقلبوا خاسرين" (المائدة، آية 21). وذكر الله عن قصة مريم العذراء في كتابه "فحملته فانتبذت به مكانا قصياً" (مريم 22) والمكان المقصود هو وادي يقع بين بيت لحم والقدس [4]. وللقدس أهمية خاصة للمسلمين والمسجد الأقصى كما هو معروف بأنه أولى القبلتين، ومنه عرج النبي محمد
إلى السماء وبقي مسجد هذه المدينة قبلة للمسلمين مدة ستة عشر أو سبعة عشر
شهراً، حتى قال تعالى " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها
فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره". فتحولت قبلة
المسلمين بعدها إلى الكعبة في مكة المكرمة. ويطلق المسلمون اسم "بيت المقدس" أو "القدس" على المدينة لقدسيتها. كما يؤمن المسلمون بوجود مقام للنبي إبراهيم وأبنائه وأحفاده الأنبياء إسماعيل وإسحق ويعقوب وزوجاتهم داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل.وفيها ولد عيسى ابن مريم عليه السلام، وفي فلسطين العديد من المساجد التاريخية والشواهد الإسلامية مثل مسجد عمر ومسجد البراق في القدس والجامع العمري في غزة وبيت لحم بالإضافة لكثير من مقامات الأنبياء مثل مقام الخضر ومقام النبي الياس ومقام النبي داوود ومقام النبي صالح.
وفي السيرة النبوية قال النبي محمد :" لا تُشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى"
وما يزيد تشريفا لأرض الشام وبيت المقدس هو فرض الصلوات الخمس على
المسلمين من فوق أرضها، وصلاة النبي إماماً بالأنبياء - حسب المعتقد
الإسلامي تحت صخرتها المشرفة. حيث حدَّث رسول الله أصحابه المؤمنين،
وأخبرهم ما شاهده في السموات من الآيات، وما تلقاه من الأمر الإلهي بفرض
الصلوات الخمس اليومية.